جلست لترسمَ 
***********
جلَسَتْ لِتَرسُمَ فِي السَّماءِ  غَمَامَةً
بٕيضاءَ..فيها    كُلُّ    صَبٍّ  يَهْتَدي
والشمسِ في وقتِ الغروبِ تَضُمُّها
والضَوءُ  نامَ   بخَدَّهَا       المُتوَرّدِ
وَقَمِيصُها  الشَّفِّافُ يَكشِفُ  حسنَها
والرِمْشُ  يرجِفُ  من رَذَاذِ   الإثمِدِ
والعِطْرُ يَسبِقُ    طَيفَهَا    بِفَراسِخٍ
وَعَبيرُها  رَغْم   النَّوى  لم     يَنْفدِ
 والشَّعرُ   كالشّٕلَّالِ   ينزلُ   هادراً
فوقَ  المتونِ   بِلَونِ   ليلٍ  أسودِ
والعنقُ   عنقُ  الريم  إذ ترنو إلى
جَديٍ   لها.    قرناهُ    لم    تتمددِ
والوجهُ . بدرٌ    قد   تَكَوَّرَ   خَدُّهُ
والعينُ كحلى  دونَ  لمسةِ مِرودِ
والصدرُ  مصقولٌ   بِلَيِّ   هضابهِ
متناسقُ  غضًٌ  كصفحةِ  عَسجَدِ
والفَرقَدانِ      تَكَوَّرَا       وَتَنَافَرَا
حتّى استَقَرَّا في مَدَاراتِ الجَدِي
نَضَّتْ قميصَ الشَّوقِ عن أكتافِها
وتعمَّدتهُ..   وما    اتَّقَتنا     باليدِ
والخصرُ   مثلُ الإفعوانِ  توقَّدت
عضلاتهُ.   مثل  الكثيبِ   الأجْرَدِ
صُلنا   وجُلنا في  عناق ٍ  فانبرتْ
خجلى  ونيرانُ  الهوى  لم  تخمدِ
قالت: أتيتكَ كي  أبثَّكَ     لوعتي
فتزوَّدتْ شفتايَ    منكِ الى  الغدِ
قَدْ جِئتُ  أرسِمُ  لَوحَةً  فَرَسَمْتَني
بِحُروفِ  شِعرِ  أبدَعَتْ   بِتَجَرُّدِي
مَدَّتْ   يَدَيْهَا     للوَدَاعِ      بلهفةٍ
ما عدتُ أعرفُ هل يَدَيها أم يَدٕي؟
.........
ابو مظفر العموري
رمضان الأحمد